يشهد السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم، نتيجة الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF)، و التي شهدت ارتكاب فظائع وتشريد ملايين السودانيين. ورغم أن الولايات المتحدة تعترف بوقوع إبادة جماعية في دارفور، ولديها مصالح استراتيجية في البحر الأحمر وفي أنشطة مكافحة الإرهاب، إلا أن سياستها تجاه السودان تعاني من انقسامات بيروقراطية داخلية وغالبًا ما تكون قليلة الأولوية. وعلى الرغم من تجدد الجهود الأميركية الساعية لتحقيق السلام مؤخرًا، فإن السياسات الأميركية تفتقر إلى استراتيجية عامة ومتناسقة، وهو ما يتجلى في غياب التركيز المستمر من جانب الكونغرس. من خلال مراجعة الأدبيات وإجراء مقابلات مع أصحاب المصلحة، تبحث هذه الورقة في منهج السياسات الأميركية تجاه السودان، وتحدّد الثغرات القائمة، وتقترح آليات مناصرة عملية. وتُظهر النتائج الأساسية أن السياسات الأميركية تتسم بعدم الاتساق، وتشابكها مع التحالفات الإقليمية العامة (مثل اتفاقيات أبراهام)، إضافة إلى غياب الشعور بالمسؤولية تجاه الجهات الخارجية الميسّرة (مثل الإمارات العربية المتحدة). وتوصي الورقة باتخاذ إجراءات سياسية ودبلوماسية استباقية، وتطبيق محاسبة انتقائية، وتعزيز الاستجابة الإنسانية، وبناء تحالفات فعالة. الأهم من ذلك، تطرح الورقة مرونة السياسات الأميركية الراهنة كفرصة استراتيجية أمام الفاعلين في مجال المناصرة للتأثير النشط في الدور الحاسم للولايات المتحدة، بحيث يُعاد توجيهه نحو دعم سيادة السودان ووحدته ورفاه شعبه.



