تبحث هذه الورقة في الدور المزدوج للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل مسار التحول الديمقراطي في السودان بعد ثورة ديسمبر 2018، من خلال الإجابة على السؤال المحوري: كيف أسهم الإعلام التقليدي والرقمي في توجيه الرأي العام تجاه الاتفاق الإطاري (ديسمبر 2022 – مارس 2023)، وهل مثّل عامل دعم أم إعاقة لمسار الانتقال الديمقراطي؟ اعتمدت الورقة على تحليل محتوى منهجي لخمسة صحف سودانية، وتحليل نوعي لعينة من الصفحات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب استبيان إلكتروني ومقابلة معمّقة مع أحد المؤثرين الرقميين، مما أتاح جمع بيانات كمية ونوعية تكشف طبيعة الخطاب الإعلامي واتجاهاته. تشير النتائج إلى أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في السودان لعبا دورًا متناقضًا؛ فبينما ساهما في توسيع المجال العام وتعبئة المواطنين سياسيًا، إلا أنهما في الوقت نفسه عمّقا الانقسام وأضعفا الثقة في العملية السياسية بسبب انتشار التضليل وضعف التنظيم والحياد التحريري. وتخلص الورقة إلى أن الإصلاح الإعلامي هو شرط جوهري لإنجاح اي عملية تحول ديمقراطي في السودان، من خلال تحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية والوعي السياسي.
Arabic 
English