مشروع السودان للعمل الديمقراطي

ورقة سياسات: إعادة التفكير في الشراكات العسكرية الأجنبية: خيارات سياسية لتعزيز السلام والديمقراطية في السودان

تقدم الورقة تحليلاً معمقاً للتأثيرات المحتملة لإقامة قاعدة بحرية روسية في بورتسودان علي آفاق السلام والتحول الديمقراطي في السودان. ففي خضم صراع داخلي ذو أبعاد خارجية وتطلعات ديمقراطية متعثرة، يمثل الوجود الروسي خطوة جيوسياسية كبيرة ذات تداعيات بعيدة المدي. يظهر التحليل ان روسيا تستغل حالة عدم الاستقرار في السودان لتوسيع نفوذها، حيث تقدم الدعم العسكري الذي يساهم في إطالة أمد الحرب ويقوض جهود بناء الدولة. من خلال المقاربة والمقارنة مع التدخلات الروسية في سوريا وليبيا، يتضح نمط متكرر يتمثل في دعم الانظمة الاستبدادية، واستغلال الموارد، وتعميق الصراعات، وعرقلة الحوكمة. بالرغم من عدم توقيع اتفاق نهائي بخصوص القاعدة الي حين كتابة الورقة، إلا أن هذه التجارب تثير مخاوف جدية بشأن مستقبل السودان. توصى الورقة الحكومة السودانية بتبني الحياد الإيجابي في العلاقات الدولية، وتعليق تنفيذ اتفاق القاعدة الروسية لحين إعادة تقييمه من قبل لجنة وطنية متخصصة، مع توجيه الجهود نحو إنهاء الحرب وتحقيق المصالحة، وفتح الباب أمام الاستثمارات والفرص التنموية بدلاً عن التنازلات العسكرية. كما توصى القوى السياسية والمجتمع المدني بتنظيم حملات توعية ومناصرة سلمية لرفض التدخلات الأجنبية، وتفعيل التواصل الدولي، إلى جانب دعم البحث العلمي والإعلام المستقل لإبراز مخاطر القواعد الأجنبية.


شارك
arArabic